فصل: (سورة الأعراف: آية 24)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأعراف: الآيات 19- 22]

{وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (20) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة يا حرف نداء {آدم} منادى مفرد علم مبني على الضمّ في محلّ نصب {اسكن} فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {أنت} ضمير منفصل مبني على الفتح في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل اسكن الواو عاطفة زوج معطوف على الضمير المستتر فاعل اسكن مرفوع، والكاف ضمير مضاف إليه {الجنّة} مفعول به منصوب الفاء عاطفة {كلا} فعل أمر مبني على حذف النون.. والألف ضمير فاعل من حرف جرّ {حيث} اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {كلا}، وفي الكلام حذف أي كلا منها- أي من ثمارها- حيث شئتما {شئتما} فعل ماض مبني على السكون..
والتاء ضمير فاعل وما حرف عماد للتثنية... الواو عاطفة لا ناهية جازمة {تقربا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والألف ضمير فاعل ها حرف تنبيه ذه اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ نصب مفعول به {الشجرة} بدل من الاسم الإشارة- أو عطف بيان- منصوب الفاء فاء السببيّة تكونا مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والالف ضمير في محلّ رفع اسم تكون {من الظالمين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون.
جملة {النداء وصلتها....}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {اسكن...}: لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {كلا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة {شئتما....}: في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة {لا تقربا....}: لا محلّ لها معطوفة على جملة كلا.
وجملة {تكونا....}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
والمصدر المؤوّل {أن تكونا....} معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن منكما قرب فحصول الظلم منكما.
(20) الفاء عاطفة {وسوس} فعل ماض اللام حرف جرّ وهما ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بـ {وسوس}، {الشيطان} فاعل مرفوع اللام لام العاقبة، يبدي مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو لهما مثل الأول متعلّق بيبدي، ما اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {ووري} فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد {عنهما} مثل لهما متعلّق بـ {ووري}، من سوءات جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير المستتر، وهما ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل أن يبدي... في محلّ جرّ باللام متعلّق- {وسوس}.
الواو عاطفة قال فعل ماض والفاعل هو ما حرف نفي نهى فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف وكما ضمير مفعول به رب فاعل مرفوع وكما مضاف إليه عن حرف جرّ {هذه الشجرة} مثل الأولى في محلّ جرّ متعلّق بنهى، إلا حرف للحصر أن حرف مصدريّ ونصب {تكونا} مثل الأول {ملكين} خبر تكون منصوب وعلامة النصب الياء {أو} حرف عطف {تكونا من الخالدين} مثل تكونا من الظالمين والفعل معطوف على الأول.
والمصدر المؤوّل {أن تكونا....} في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن تكونا...
وجملة {وسوس.... الشيطان}: لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم.
وجملة {يبدي...}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن المضمر.
وجملة {ووري....}: لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة {قال....}: لا محلّ لها معطوفة على جملة وسوس.
وجملة {ما نهاكما ربّكما}: في محلّ نصب مقول القول وجملة {تكونا ملكين}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة {تكونا من الخالدين}: لا محلّ لها معطوفة على جملة تكونا ملكين.
(21) الواو عاطفة قاسم فعل ماض وهما ضمير مفعول به، والفاعل هو أن حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام حرف جرّ وكما ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالناصحين اللام هي الرابطة للقسم {من الناصحين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة {قاسمهما...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة قال....
وجملة {إنّي... من الناصحين}: لا محلّ لها جواب القسم.
(22) الفاء عاطفة دلّاهما مثل قاسمهما {بغرور} جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير المفعول. الفاء استئنافيّة لما ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ببدت، {ذاقا} فعل ماض... والألف ضمير فاعل {الشجرة} مفعول به على حذف مضاف أي ثمر الشجرة، منصوب {بدت} فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والتاء للتأنيث لهما مثل الأول متعلّق بـ {بدت}، سوءات فاعل مرفوع وهما ضمير مضاف إليه الواو عاطفة {طفقا} فعل ماض ناقص للشروع، والألف ضمير اسم طفق {يخصفان} مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون. والألف ضمير فاعل على حرف جرّ وهما ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يخصفان} تجاوزا بتضمينه معنى يردان أو يهيلان ورق الجنّة {عليهما من ورق} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت للمفعول به المقدّر أي يخصفان عليهما شيئا حاصلا من ورق الجنّة {الجنّة} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {ناداهما} مثل دلّاهما رب فاعل مرفوع وهما ضمير مضاف إليه الهمزة للاستفهام لم حرف نفي وقلب وجزم أنه مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة وكما ضمير مفعول به عن حرف جرّ {تلكما} اسم إشارة مبني في محلّ جرّ متعلّق بأنه، واللام للبعد وكما حرف خطاب المثنى {الشجرة} بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مجرور الواو عاطفة {أقل} مثل أنه ومعطوف عليه اللام حرف جرّ وكما ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أقل}، أن حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {الشيطان} اسم إنّ منصوب {لكما} مثل السابق متعلّق بعدو... {عدو} خبر إنّ مرفوع {مبين} نعت لعدو مرفوع.
وجملة {دلّاهما....}: لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم.
وجملة {ذاقا...}: في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة {بدت.... سواءتها}: لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {طفقا....}: لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت...سوءاتهما.
وجملة {يخصفان....}: في محلّ نصب خبر طفقا.
وجملة {ناداهما ربهما}: لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت...
وجملة {أنهكما....}: لا محلّ لها تفسير للنداء.
وجملة {أقل}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أنهكما.
وجملة {إنّ الشيطان...}: في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

{ووري}، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله وارى، فلمّا ضمّ أوله قلبت الألف بعده إلى واو لمناسبة الضمّ، ولمّا كسر ما قبل آخره قلبت الألف الثانية إلى ياء لمناسبة الكسر.
{الناصحين}، جمع الناصح، اسم فاعل من نصح الثلاثيّ وزنه فاعل.
دلّى، فيه إعلال بالقلب، أصله دلّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وزنه فعّل.

.البلاغة:

الآية (20)..
- سر تكرير الحروف في اللفظ الواحد:
وحدّه: كلما تكررت الحروف في اللفظ الواحد كان ذلك إيذانا بتكرير العمل، ونقل الفعل من وزن إلى وزن لم يجنح إليه الواضع في الأصل إلا لهذا السر الخفي، واللفظ هنا وسوس فهو تجسيد حي وتصوير بليغ لدأب إبليس على الإغواء، وإجهاده نفسه لحملها على أن تزل بهما القدم، ويرتطما في مزالق الشر، فهو يوسوس إليهما المرة بعد المرة.
ومن ذلك قولهم: خشن واخشوشن، لا تفيد خشن ما تفيد كلمة اخشوشن، لما فيه من تكرير الحروف.

.الفوائد:

1- قوله: {فوسوس} هو من ضروب البلاغة المنتشرة في بطون اللغة العربية الناجم عن تكرار الحروف في الفعل الواحد.
فهو تصوير حيّ لدأب إبليس على متابعة الإغواء ومثله قولك اخشوشن واعشوشب، فكأن العرب لما رأت كثرة العشب قالت اعشوشب وهكذا فإن تكرار الحروف يفيد تقوية المعنى ومضاعفة مضمون الكلمة..
2- {طفق} هي من أفعال المقاربة التي تعمل عمل كان وأخواتها مع شي ء من التفصيل.
وخبر هذه الأفعال جملة وشذّ مجيئه مفردا كقول تأبط شرا:
فأبت إلى فهم وما كنت آيبا ** وكم مثلها فارقت وهي تصغر

وتقسم هذه الأفعال إلى ثلاثة زمر:
الأولى: ما يدل على قرب وقوع الخبر وهي ثلاثة: كاد وكرب وأوشك.
الثانية: ما يدل على رجاء الخبر وهي ثلاثة: عسى وجرى واخلولق.
الثالثة: ما يدل على الشروع فيه وعددها كثير: قد يبلغ العشرين أو يزيد ومنه أنشأ وطفق، وجعل، وعلق وهلهل وقام وابتدأ ولولا التطويل لتابعنا البحث والتفصيل.

.[سورة الأعراف: آية 23]

{قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (23)}.

.الإعراب:

{قالا} مثل {ذاقا}، رب منادى مضاف حذف منه حرف النداء، منصوب ونا ضمير مضاف إليه {ظلمنا} فعل ماض مبني على السكون... ونا ضمير فاعل أنفس مفعول به منصوب... نا ضمير مضاف إليه الواو عاطفة أن حرف شرط جازم، وحذفت اللام الموطّئة للقسم قبله لم حرف نفي فقط، {تغفر} مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ ونا ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تغفر}، الواو عاطفة ترحم مثل تغفر ومعطوف عليه ونا ضمير مفعول به اللام لام القسم نكوننّ مضارع ناقص- ناسخ- مبني على الفتح في محلّ رفع... والنون لتوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن {من الخاسرين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ.
جملة {قالا...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {ربّنا...} وجوابها: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {ظلمنا...}: لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {تغفر لنا}: لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة {ترحمنا}: لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة {نكوننّ...}: لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

.[سورة الأعراف: آية 24]

{قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (24)}.

.الإعراب:

قال مثل السابق، {اهبطوا} فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل بعض مبتدأ مرفوع وكم ضمير مضاف إليه {لبعض} جارّ ومجرور متعلّق بعدوّ... وهو خبر المبتدأ مرفوع الواو عاطفة- أو استئنافيّة- اللام حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {في الأرض} جارّ ومجرور متعلّق بحال من مستقرّ- نعت تقدم على المنعوت- {مستقر} مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة {متاع} معطوف على مستقرّ مرفوع {إلى حين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمتاع.
جملة {قال...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {اهبطوا...}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {بعضكم لبعض عدوّ}: في محلّ نصب حال.
وجملة {لكم.. مستقرّ}: في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.. أو استئنافيّة لا محلّ لها.